ألتدوينه الأخيرة (17 مايو) كانت أخر تدوينه ولم يكن في نيتي الكتابة مرة أخري وكنت أشاهد الجهلة وهم يغرقوا المركب والأغلبية تتفرج بعد أن تم سلب إنسانيتهم وتحولوا لعبيد والمركب تغرق بنا كلنا والقلة من الشباب تحاول إنقاذ المركب والأغلبية من العبيد تهاجمهم لأنهم يزعجوا هدوئهم وموتهم البطيء .
يشتكي العبيد من القيود والسلاسل ويهاجموا الأحرار عندما يحاولوا تحريرهم لأن عملية تحطيم القيود عملية مؤلمة ومزعجة .
كانت تدويناتي السابقة كلها موجهة للعبيد علي أساس أنهم يريدون الحرية ولكن بما أن العبيد فعلياً لا يريدون الحرية فكلامي لهم أنتهي. هم عبيد ولكنهم في نظري أحرار في استمرارهم في عبوديتهم .
هذه ألتدوينه وما سوف يليها ليس هدفها تحرير العبيد ولكن هدفها المشاركة ورد الجميل والاعتذار للأحرار .
دي أول تدوينه مني لكم يا شباب التحرير أنتم ومن يماثلكم
أنتم أقلية حرة وسط شعب أختار العبودية وأدمنها
لا تنتظروا تعاطف العبيد معكم علي أساس أنكم تدافعوا عنهم وتبذلوا أنفسكم لأجلهم
أنا وزوجتي كنا معكم في التحرير يوم الجمعة 8 يوليو ويوم السبت ويوم الأحد وأحياناً كان معنا أبني وأخذنا شرف الوقوف بجانبكم وحاولنا أن نكون منكم ولكن لم ننجح أن نقدم التضحيات وبذل الذات مثلكم .
أنتم بلا كرامة في أوطانكم
أنتم ملعونين من العبيد وأسيادهم وهم الأغلبية
أنتم مثاليين وحالمين ومجانين وهذه أفضل صفاتكم
أنتم قدمتم أنفسكم قرابين للتضحية في ثورة يناير وسار بعض العبيد ورائكم وتبعوكم وهللوا لكم ولكم أغلبيتهم لم يحتمل نور الحرية وثمنها ورجعوا لعبوديتهم
أنتم من غلبتم الطاغية وكل أعوانه
أنتم من وقفتم ضد العسكر والأخوان وحدكم
أنتم تعيدون قصة الفداء الخالدة
أنتم لا تريدون مصلحة ذاتية أو منفعة
أنتم لكم المجد والحرية
الكل باعوكم
الأخوان باعوكم
الأحزاب باعوكم
الأعلام باعوكم
الأقباط لم يبيعوكم لأنهم غير موجودين أصلاً هم في غيبوبة فكرية ولا يعرفوا يمينهم من شمالهم بسبب كنيستهم الفاشلة ورجالهم الفاشلين .
أغلب شباب الأقباط كل اهتماماتهم علي الفيس بوك تنحصر في الشكوى من الإسلاميين وتناقل الفيديوهات التي تدينهم والتعليق عليها أو تناقل الإشاعات عن خطف البنات والاضطهاد أو تناقل الأخبار التافهة والسخرية من كل شيء
هم لهم أسم أنهم أحياء وهم أموات.
كل شاب سلفي أو أخواني قاوم تعاليم جماعته وشارك معكم سيكون إدانة لهؤلاء .
لو كان لي اختيار أن أموت مع مجموعة معينة سأختار أن أموت معكم فأنا أنتمي لكم ولم أحس بالراحة طوال حياتي مثلما وأنا بجانبكم .
في العقيدة البرجماتية (العملية) أو الوصولية والاستغلالية يتم حساب المواقف بمبدأ المكسب والخسارة .
في اعتقادي بمبدأ المكسب والخسارة أنكم لن تكسبوا المعركة وستهزمكم الأغلبية ولكن أنا معكم لأن العقيدة الإنسانية هي نفخة الله فينا
الإيمان هو أن أفعل ما هو صحيح مع عدم وجود الأمل, وهذا أكبر اختبار لإيماني حتى الآن.