سألني شخص علي
تويتر عن ديانتي , وعندما فكرت وجدت أنه لا يمكن وصفها في كلمة من هذه الكلمات
الأربعة الموجودة في منطقتنا :
يهودي , مسيحي ,
مسلم , ملحد
الدين هو معتقد وتصور
لما بعد الموت يحدد طريقة حياة الإنسان.
- أغلب البشر يموتون
وهم علي دين آبائهم وقلة هي التي تغير دينها.
الدين مثل الجنسية
, هو في الأغلب ميراث أكثر منه إيمان وإقتناع وإختيار.
- المصري مثلا الذي
يؤمن أن مصر من أفضل بلاد وجنسيات العالم , بالتأكيد هو نفسه وبذاته وعقله
وكينونته كان رأيه سيختلف لو ولد ووجد نفسه إسرائيلي أو سعودي ...الخ.
- الإلحاد (في نظري)
دين لأن من يعتنقه يري أنه لا حياة بعد الموت ولا خلود للروح وبالتالي يحدد الملحد
طريقة حياته حسب إعتقاده لما بعد الموت (الفناء والعدم).
- لماذا الحقيقة
غامضة وغير واضحة ؟ لماذا يكون من
الصعب جداً إقناع المخال بعقيدتنا وإيماننا ؟ لماذا لا يعلن
إله اليهودية أو المسيحية أو الإسلام أو غيرهم عن نفسه بوضوح وبدون تلميح أو شك ؟ لماذا لا يسمعه
ويراه الجميع بطريقة مادية ؟
لماذا لا يستطيع
الملحد إقناع المؤمن بأنه واهم ؟
أين هي الحقيقة
ولماذا هي متخفية وما ذنب من لم يراها ؟ وما ذنب من ورث
عقيدة خاطئة من أبويه ؟
- يعتقد الكثير من
المؤمنين بالأديان والملحدين بأنه إذا أستطاع أن يجذب شخص لعقيدته أو دينه ويجعل
هذا الشخص يتحول ويترك الجهل الموروث ويعتنق العقيدة العقلانية الصحيحة (في رأيه)
يعتقد أنه قد قدم خدمة جليلة للإله الذي يؤمن به (أو للبشرية في حالة الملحد وقد كنت واحد من هؤلاء.
- أنا لا أريد من
أحد أن يغير عقيدته وأسمه وديانته في البطاقة لكي أحس بالنشوة الوهمية والمكسب
الغاش.
- الأسماء والديانة
المذكورة بالبطاقة والطقوس وترديد الكلمات بالشفاه هي ما يسميه أهل الشرق الأوسط
(الدين)، والدين فعلاً لا يخرج عن هذه الأشياء.
- في إعتقادي ليس
المهم الدين , المهم هي الإنسانية
هذه الكلمة التي
تحوي بداخلها كل العقائد والأديان والأفكار والطقوس.
الإنسانية هي الإيمان بالفعل
وبالقلب وبالروح
الإنسانية هي طريق الكمال
الذي يجب أن نسير فيه ونحن نعرف ونعي أنه طريق بلا نهاية
الإنسانية هي التي حوتنا
كلنا منذ أول إنسان وستحتوينا حتي أخر إنسان
لنختلف في كل شيء
, كل شيء , حتي فكرة وجود الله نختلف عليها , ولكن لا يجب ولا يصح أن نختلف علي
أننا كلنا شركاء الإنسانية وتحت قوانينها وسموها
عندما نختلف علي الإنسانية
يقتل أحدنا الأخر أو يستعبده ويبيعه ويشتريه ونكره بعضنا ونصل لأن نكره أنفسنا
الإنسانية هي الشعور القوي
المزروع بداخلنا منذ ولادتنا بأن نحب وأن نفعل الصواب وأن نؤمن بالحق ونؤيده وأن
نرفض ونحتقر الباطل – نفعل كل ذلك مهما كانت ديانتنا وعقيدتنا , نفعل كل ذلك
بإنسانيتنا
الإنسانية هي مركز الوجود
داخل الإنسان وتتجلي لنا ونحسها بداخلنا ونسميها الضمير الإنساني
الإنسانية تنغصنا وتؤلبنا
وتلكزنا وتدغدغ مشاعرنا , تكئبنا وتفرحنا , تجعلنا أحياناً نفعل أفعال ضد المنطق ,
تصل بنا لأن نقدم حياتنا ونضحي بها ونموت لأجل أخرين
الإنسانية هي نفخة الحياة
من الإله فينا وهو وجود الله بداخلنا (بالنسبة للمؤمن) وهي هبة الطبيعة والغريزة
التي تميزنا عن باقي الأحياء (بالنسبة للملحد)
كل ما ورثناه من
دين ومعتقدات من آبائنا , وما إعتنقناه وتعلمناه من خبراتنا وتفكيرنا لا قيمة له
بدون الإنسانية
إذا
تعارضت تعاليم أو عقائد أو نصوص مقدسة مع إنسانيتنا فهي عقائد وتعاليم ونصوص إما
فاسدة أو فهمنا لها فاسد
لن تنتهي الحرب
أبداً بين الإنسانية وضدها , الإنسان يحوي بداخله هذا الصراع الأبدي الأزلي
بين إنسانيته وضدها
ولكن دائماً في
النهاية تفوز الإنسانية . بعد كل الحروب الكبري خرجت الإنسانية
منتصرة وأنتشر السلام ولم يفني البشر , تقلصت العبودية الصريحة لأقل مستوي , تقلص
قتل الإنسان لأخيه لأقل مستوي وتقلصت الحروب لأقل مستوي .
كل طفل يولد يزيد
من رصيد الإنسانية ويعلن عن وجودها وإستمرارها
إذا إستطعت أن
أقرب أي إنسان لإنسانيته بدرجة أكبر وساعدته علي محاربة ورفض كل ما هو ضد الإنسانية
فأني أكون بذلك قد بشرته بديانتي وجذبته لها .
لن أنشر ديني
وعقيدتي وأقدم خدمة لإلهي بأن أجعل الناس مثلي , يجب أن أساعدهم في أن يقتربوا من
إنسانيتهم (ويجب أن أقترب أنا منها أولاً) وأترك لهم ما ورثوه ولا أدعوهم لتغيير أسمائهم
وديانتهم في البطاقة وتغيير طقوسهم (هذه حرب غبية وخاسرة).
أننا لا نجد لا
نري الحقيقة ولا نستحقها لأننا لا نطلبها , نحن نطلب أن نفوز في صراع العقائد
والأديان
لو إقتربنا من
إنسانيتنا ولم نحاربها ونقاومها ونصبح أعداء لأنفسنا
لو لم نجعل الدين
والعقيدة بديل لإنسانيتنا ومخدر لها
عندها علي ما
أعتقد ستعلن لنا الحقيقة عن نفسها , ستظهر وتتجلي بوضوح , وسنري ونسمع كلنا ونفرق
ما بين الحق والباطل
عندها سنؤمن
بالإنسان وأبن الإنسان
وعندها سنكتشف
أننا كنا نتخبط في الظلام وكنا محرومين من النور ليس بسبب أننا عميان ولكن بسبب
أننا كنا نرفض فتح أعيننا