شباب في شارع محمد محمود في طريق الصلب والفداء بكامل إرادتهم بدون أي ضغط أو إجبار وأمامهم جنود الشر الذين يرفعونهم علي الصليب ويسقونهم الخل في أعينهم ويطعنوهم ويسيلوا دمائهم . الأغلبية إنفضت من حولهم وخافوا وهربوا هؤلاء الذين كانوا من فترة بسيطة يهللون لهم ويفرشون سعف النخل والقمصان تحت أرجلهم . والبعض لا زال يقف في الميدان عند موقع الصلب والبعض يسبهم ويلعنهم والبعض يتهمهم والبعض يسخر منهم ومن سذاجتهم وعدم حكمتهم في مواجهة جبروت الظلم , والبعض يبكي عليهم وهم يجب أن يبكوا علي أنفسهم . والبعض ينكرهم ويقول لست أعرفهم . والبعض يدعي برأته ويغسل يديه من دم هؤلاء الأبرار . والبعض يصلب معهم لصوص لكي يثبت أنهم كلهم كذلك . والبعض ينظر لمظهر المصلوبين وهيئتهم المذرية ويتهمهم بأنهم بلطجية ومخربين ومثيرين للقلائل بين الشعب . والبعض يقتسموا ثيابهم .
الحق يصلب في التحرير , الحق في أضعف حالاته , الحق يشتم ويسب ويبصق ويدعي عليه باطلاً , الحق لا يجد من أصدقائه وأقاربه إلا القليل عند الصليب , في النهاية الحق سينتصر ولكن ليس الكل سينتصر معه , فقط من يؤمن به هو من سينتصر معه أما الباقين فإما أنهم سيصرون علي جهلهم وينكرون ويكابرون . وإما أنهم سينتحرون كما فعل يهوذا.
أمام الصليب والموت والحق لا يوجد حياد إما أن تكون مع المصلوب أو مع قاتليه , إما أن تؤمن أو لا تؤمن .
غسل أيدينا وإدعائنا البرأة من دم هؤلاء الأبرار لن يجدي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق