الجمعة، 22 مارس 2013

الدواء به سم قاتل


 أبتكر الإنسان الدواء لعلاج المرض وأستخدمه البعض للقتل
هل ترفض الدواء الأن عندما لم يأتي طعمه علي هواك ؟
أنا لست ضد الدواء ولكن ضد قتلي به - عندما يستخدم الدواء كسلاح قاتل أرفضه
أبتكر الإنسان الديمقراطية ليختار الشعب من يقود السفينة فأستخدمها المصريين لأختيار من يثقب السفينة
أنا لست ضد الديمقراطية ولكن ضد تدمير المجتمع وإغراقه - الديمقراطية في هذه الحالة تصنف كوسيلة تدمير للمجتمع
الثوار ودعاة الدولة المدنية أكتشفوا الحقيقة المُرة (الديمقراطية مع الشعب المصري تحولت لسلاح لهدم الوطن) ولكنهم لا يستطيعون إعلان هذه الحقيقة حتي لأنفسهم لأنها صادمة وتهز إيمانهم بأشياء كثيرة وتخجلهم أمام أنفسهم وأمام الأخرين , فتوصلوا للحل الوحيد ؟
الحل في الجيش !!!
أكثر من تأذي من العسكر وأكثر من هتف (يسقط حكم العسكر) أكتشفوا أن الحل الوحيد الأن في العسكر
وكنوع من الدفاع النفسي أبتكروا تبريرات وأكاذيب مريحة :
إنقلاب الجيش ليس حكم العسكر !
الجيش وطني وسيسلم البلاد بعد ذلك للمدنيين !
الإسلاميين والجيش قلبوا علي بعض !
الأخوات والأخوة الثوار والفلول ودعاة الدولة المدنية وكل من هم ضد الإسلاميين (وأنا واحد منكم) :
إحنا بنعيش في أوهام تدعوا للحصرة , إحنا بجد نصعب علي الكافر (بس مش بنصعب علي الإسلاميين)
رهاننا خاسر ووهمي وطفولي وأهطل
إحنا بين إحتمالين أن لا ينقلب الجيش علي الإسلاميين (الأغلب لن ينقلب) وساعتها سنتلقي القفا رقم ..(مش عارف أعد أخدنا كام قفا خلال السنتين دول) والإحتمال الثاني أن تحدث المعجزة وينقلب الجيش وساعتها سنفرح ونهلل ونتصور مع خير أجناد الأرض ودباباتهم ونكيد الإسلاميين ونفرح فيهم وننتشي نشوة تفوق النشوة الجنسية وتستمر أطول . ثم...
ثم نتلقي القفا الي بعده من العسكر بتعيين مبارك جديد وحزب وطني جديد ويوقن الشعب أن هذا أفضل (وأن إحنا أخرنا ديكتاتور معتدل), فنتفاجيء ونندهش ونتصدم ونعيط ونتظاهر ونقاوم ونموت ونتسجن وتطلع مننا أصوات تنادي بالتعاون مع الإسلاميين لأنهم أتعلموا من غلتطهم ولأنهم فصيل وطني لا يجب إقصائه وشركاء الوطن والكفاح ويجب مسامحتهم والتجاوز عن أخطائهم أثناء حكمهم القصير (أصل إحنا شعب طيب بطبعه)
يا أهلي وعشيرتي من محبي المنطق :
من أين يأتي الجيش العظيم ؟ من أين يأتي القضاء الشامخ ؟ من أين تأتي المعارضة والسياسيين والإعلاميين والمفكرين ...الخ ؟ أليس كل هؤلاء مننا ؟ أليسوا كلهم مصريين عاديين ؟ تربوا مثلنا في أسر مثل أسرنا وشوارعنا ومدارسنا ؟ ما هو المنطق في أن نصنف مجموعة من الناس بأنها ستكون أفضل من باقي الشعب ؟ أزاي تحط إيدك في قفص كوسه وتتوقع تطلع كريز مثلاً ؟ كلنا عبيد فاسدين نبيع أمنا وأبونا وأحياناً زوجاتنا ونقبض الثمن
الجيش مش هينفعكوا لأنه ظبط نفسه وقبض الثمن ولأنه مش مستورد
الجيش عبارة عن مجموعة مصريين لابسين زي موحد , جيناته هي جيناتنا الجيش ليس أفضل من الإسلاميين (التجربة أثبتت ده ولكننا نغمض أعيننا)
المصريين من زمان بيلعبوا اللعبه دي
يجي إحتلال أو حاكم ظالم مستبد ونصوت منه , وبعدين يجي مستعمر أو حاكم تاني يتخانق مع الأول علي مين فيهم يبقي سيدنا فإحنا نهلل ونأيد السيد الجديد (يمكن يكون أرحم) فالحاكم الجديد يلاقي شعب عبارة عن مجموعة عبيد (للأسف) فيتحول لمستبد ظالم فنصوت منه ونقول الأول كان أهون (ولا يوم من أيامه) ....وهكذا
طيب إيه الحل ؟
أنا معنديش حلول , أنا بأشخص المرض ومعنديش علاج (للأسف) ولكني بأكد علي أن علاجكم فاشل ومكلف ومؤلم بدون فائدة
ولكن عندي نصيحه :
أول خطوه والي دايماً بنهرب منها أننا نعترف بالحقيقة
يا ريت نعترف (المسلمين بيقولوا الحق حبيب الله , والأقباط مكتوب في كتابهم أن الحق هو أثقل الناموس) وإحنا كلنا بنحب وهم اننا شعب متدين , خلاص أعترفوا يا متدينين بالحق من غير تزوير أو تزييف
الحق أننا شعب عبد مدمن للعبودية هجاصين لا نعرف الجد منافقين لا نعرف الصدق (بس طيبين ومسالمين) وينتج عن ذلك :
1- أن الديمقراطية في يد الشعوب الحره نعمه ودواء وفي يدنا نقمة وهلاك
2- أن شعب أختار بإرادته من بين كثيرين (مرسي وشفيق) هو شعب عدو لنفسه وللحرية وللإنسانية وللنضافة
3- أنه لو جاء حاكم جيد سليم النية سنحوله مع الوقت لظالم مستبد
4- أننا كعبيد فاسدين سنكون محظوظين لو حكمنا سيد معتدل بيدلع عبيده ومطولهم الحبل شويه ومخفف ربطته شويه علي رقابنا ويقدر يقاوم إلحاحنا في أنه يتحول لسيد مستبد ظالم (وإن كنا لا نستحق ذلك)
لو أعترف 10 % من الشعب ممكن تحصل المعجزة وننجح 
كلام يضايق ويخنق وغلس , معلش الحق حق – عاجبنا مش عاجبنا – حلو وحش – مريح مؤلم – معلش , نشوفه ونعرفه غصب عننا لأنه حق . والحق قيمة عليا لا يجب تزيفه وتأييفه علي مقاسنا علشان يبسطنا.
يا ريت منكملش الوهم وتزييف الحق ونقول (بغضب وصرامة ووطنية) المصريين مش عبيد , المصريين عملوا ثوره وأبهروا العالم ولا زالوا يقاومون والدليل الي بيحصل دلوقتي في الشوارع والميادين .
أنا أحاول أيقاظك من الحلم - مينفعش نفضل نايمين طول اليوم لازم يجي وقت للإستيقاظ وإنهاء الحلم
لم تكن ثورة
كانت هوجة تقليداً للتوانسة قام بها أقلية من الشباب الحُر الشاذ عن الشعب العبد (وهذا سر كره الشعب لهؤلاء الشباب)
الملايين من العبيد نزلوا في هذه الهوجة مع هؤلاء الأحرار لما أبتدت الهوجة تنفع وتكسب
الثورة يقوم بها أقلية ويسير ورائها الأغلبية
هوجة 25 يناير قام بها الاقلية وحاربها الأغلبية ولا ذالوا يحاربونها ويحاربوننا ويكرهوها ويكرهوننا
من يموت ويُسجن ويُضرب من الشباب الأن هم هذه الأقلية الشاذة التي يعاديها الشعب العبد الموزع ما بين إسلاميين متدينين متطرفين وفلول متدينين فاسدين
الفلول :
أغلب الأقباط ونصف المسلمين تقريباً هم من الفلول , وقت الثورة قالوا (وما ذالوا يقولون) اننا مخطئين وأن الشعب المصري مينفعش معاه ثورة وديمقراطية , واننا أخرنا مبارك أو خليفته (شفيق أو العسكر) ومينفعش معانا إلا كده وبالتالي أننا خربنا البلد ودلوقتي قاعدين نعيط , ولو كنا سمعنا كلامهم مكنتش خربت .
كلام مقنع وبه منطق والتجربة تؤيده ولكنه باطل
هؤلاء كذابين منافقين منعدمي الضمير ليس لهم الحق في أن يتكلموا , لأنه إذا كان يوجد عدل علي الارض كان يجب أن يعلنوا توبتهم لجريمتهم ضد المجتمع أو يعاقبوا علي جريمتهم .
يا أيها (الفلول) ليس معني أنكم كنتم تتوقعون أن الفتوه (الإسلاميين) هيقدر يغتصب البنت (الثورة) وأن البنت لم تري الوضع كما تروه وأصرت علي السير في طريقها فأنكم كنتم علي حق (لا) :
أولاً: لو كنتم أنضممتم للبنت مكنش الفتوه هيقدر يغتصبها – أنتم بموقفكم مشاركين في الإغتصاب ومجرمين
ثانياً: ليس لأن الإسلاميين قاموا بإغتصاب البنت فأنه كان الأفضل لها مصاحبتكم وأن تمارس الرذيلة معكم بإرادتها
هي لا تريد الإغتصاب ولا الدعارة
من البجاحة أن يقوم القواد بالحديث عن الشرف – من أنتخب شفيق ليس أقل قذارة وجهل من من أنتخب مرسي
ومأساة مصر أن أغلبيتها منقسمة بين مغتصبين متدينين وقوادين متدينين
يعني مفيش أمل ؟
دائماً في أمل (ضعيف) وهو أن نتحول لعبيد جيدين وليس كما هو الأن عبيد فاسدين وبالتالي نستحق سيد رحوم
وأحياناً تحدث معجزات خارج المنطق
وهي أن يستمر حكم الإسلاميين ويتمكن ويتوحش ويصيب الدمار والألم والظلم كل بيت وكل شخص ويأتي جيل جديد يقوم بعمل ثورة حقيقية , ثورة علي جينات العبودية والفساد بداخله مع إحتفاظه بجينات الطيبة والمسالمة في نفس الوقت ويعلن بكل وضوح
أن العلمانية للمجتمع كالماء والهواء , ومن يرفضها يقتل الشعب وهذه هي الخيانة العظمي
بالنسبة للأقلية المسكينة من أهل المنطق والواقع المضطرين للعيش في مصر :
أنضم إليكم في سجننا مع الحزن والغم والغربة حتي نستطيع أن نفوق من الصدمة ونتأقلم ونرضي .
بالنسبة للأغلبية الجاهلة من الشعب :
أترككم مع أوهامكم (خير أجناد الأرض – شعب متدين – مصر مذكورة   في الكتب السماوية – المسلم المصري وسطي - القبطي المصري أفضل مسيحي في العالم – الحضارة المصرية - المؤامرة الصهيونية الغربية – التفاؤل خيار وحيد والتشائم خيانة – إحنا أجدع ناس – متعممش - مش كل الشعب كده ......الخ)
أترككم مع إلهكم وسيدكم ومخلصكم القادم (الإخوان – العسكر – جبهة الإنقاذ – قطر - السعوديه – أمريكا ...الخ)
أترككم مع القفا القادم ومع أفلامكم المكررة المملة والتي يختلف فيها البطل ولكن لا تختلف القصة ولا حتي الحوار ولا يختلف الكومبارس
أترككم وأتمني أن تتركونا ولكنكم لن تتركونا.
فمن طبع العبد أنه يخرج كل كبته من ظلم وإهانة سيده له في من هو أضعف منه ولأننا أقلية وسطكم فنحن أضعف .
معركتنا الحقيقة ليست ضد سيدكم الذي ستختاروه ولكنها ضد ظلمكم لنا وضد عقدكم وكبتكم الذي تريدون تفريغه فينا .
معركتنا الحقيقة أن نظل أحرار النفس حتي ونحن أقلية ومسجونين لديكم , أو تصيبونا بالعدوي وتتلوث نفوسنا منكم ونتحول لعبيد مثلكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق