الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

أصلبوهم أصلبوهم - دمهم علينا

تم تخوينهم وتشويه سمعتهم وسبهم بكل الألفاظ .
تم وصفهم بالبلطجية والصيع والخائنين والقابضين نقود من الخارج والمخربون للبلد.
تم إتهامهم بأنهم حشاشون ويرتكبون الموبوقات ويمارسون الجنس في التحرير.
تم ضربهم بالعصي والحجارة وبالأرجل .
تم جرهم علي الأرض كقطعة القماش البالية .
تم تعذيبهم وصعقهم بالكهرباء وتكسير عظامهم .
تم القبض عليهم بالألاف ومحاكمتهم ذوراً وإتهامهم باطلاً وسجنهم .
تم ضربهم بالغازات الكيماوية كما ترش الحشرات بالمبيدات .
تم وضع السم لهم في الطعام كما الفئران .
تم قذفهم بالخرطوش في أعينهم وإطفاء نورها .
تم ضربهم بالرصاص الحي وهم يجرون ويحاولون الهرب بحياتهم .
تم ضربهم بالرصاص وهم عذل من السلاح ومن خلف ظهرهم .
تم إقتناصهم من قناصة محترفين برصاصة واحدة في الرأس بدون أن يعرفوا ويحتاطوا , وهم سائرون بطريقة عادية , وبغدر .
تم دهسهم بالمدرعات كما تدهس الحشرات بالأقدام .
تم الكشف علي عذريتهم وتجريدهم من ملابسهم أمام الجنود وإنتهاك أجسادهم وعوراتهم بالعيون .
تم التحرش بهم بالأيدي في كل أجزاء أجسادهم المحرمة .
تم جرجتهم من شعورهن كالماشية .
تم تعريتهم علي وسط الميدان وأمام وسائل الإعلام , ورأي عريهم السبعة مليارات إنسان علي وجه الحياة .
وبعد أن ماتوا وفارقت أرواحهم أجسادهم وهم في بداية حياتهم وشبابهم
تم ضرب جثثهم بالعصيان ورميها فوق القمامة مثل جيفة الحيوانات الضالة .
تم تزييف قرارات التشريح ومساومة أبائهم وأمهاتهم علي الجثة لكي يقبلوا القرارات المزيفة .
وأثناء تشيعهم جنازة أجسادهم أو ما تبقي منها تم الإعتداء علي مواكب الجنازات .
من فعل كل هذا ؟
لا أتسائل عن الأيادي والأرجل والألسن والعيون التي أرتكبت هذه الوحشية , هم مجرد أفراد وأدوات .
أتسائل عن العقل الجمعي للمجتمع الذي رأي ووافق بصمته علي كل هذا .
من فعل كل هذا ؟
لننظر في المرأة ونتأمل وجوهنا وضمائرنا.
أغلب المجتمعات التي حدث بها مثل ذلك الظلم , كان قلة من الأشرار المستبدين يفعلون ذلك وأغلبية الشعب مسكين ومقهور ولا يعرف ولا يفهم , وبالتالي أنتصر الحق في النهاية عندما عرف الشعب وفهم وإنحاز للضمير والحق .
أما شعب مصر فيعرف ويفهم ويري كل شيء ويبارك أو يصمت , هذه الجريمة في مصر لم يكن ممكن أن تتم وتستمر دون مشاركة العسكر والشرطة والقضاء والإعلام والأطباء والسياسيين والشهود ورجال الدين وأغلب الشعب , البضعة ألاف من الثوار لا يمكنهم مقاومة كل المجتمع .
لقد أستنفزت مصر كل الفرص وإستهانت برحمة الإله وصبره ولم يتبقي إلا عدله .
لذلك سيترك لهم بيتهم خراباً وسيكون دم وظلم هؤلاء الأبرار المظلومين علي رؤسهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق