العاقل لا يتفائل أو يتشائم
العاقل يفكر ويفتح عينيه وحواسه ويستخدم عقله ويُعمل المنطق
مصر ستهلك (الهلاك ليس الفناء ولكن الهلاك هو الخراب والحياة كالأموات)
مصر تستحق أن تهلك , العدل أن تهلك , لقد أستنفذنا
كل رصيدنا من الرحمة ولم يتبقي غير العدل.
- مصر التي يتباهي مسلميها بالثقافة الإسلامية الوهابية (أسم الدلع الوسطية) والتي هي سبب أغلب مشاكلنا والتي تخدر الضمير وتنزع الإنسانية . هي بلد تذهب
لحتفها بكل عناد وعمي (قبل أن تتشنج وتغضب وتسب وتلعن , أنا لا أتحدث هنا عن
العقيدة والإيمان وإنما عن ثقافة أوجدها مجموعة أشخاص يسمون أنفسهم إسلاميين .
فتركيا بلد ناجحة - دين الأغلبية بها هو الإسلام وهذا لا يهمني – إنما ثقافتها المعاصرة
التي بنت نهضتها ثقافة غربية علمانية وليست إسلامية إطلاقاً).
- مصر التي يتباهي أقباطها بكنيستهم العربية (أسم الدلع القبطية) التي لا تفعل شيء منذ 40 عاماً إلا نشر الجهل وزرع كل ما هو ضد الروح المسيحية .
هي بلد تستحق الهلاك وتسعي له (مضُطر أن أكرر أني لا أتحدث عن المسيحية ولا عن
الإيمان وأنما عن ثقافة أوجدها مجموعة أشخاص يسمون أنفسهم كنيسة).
- مصر التي دأب كل مثقفيها وصفوتها وروادها علي
حقن الشعب بجرعات مخدرة سامة بإنتظام مثل (أننا معرضين لمؤامرة وأن هوية مصر
إسلامية وقوميتها عربية وأننا ضد العلمانية وأننا شعب متدين وأن أخلاقنا أفضل من
أخلاق الغرب وأن الإسلاميين لهم الحق في ممارسة السياسة وأن إسرائيل هي عدونا
الأول وأن البابا شنودة كان رجل حكيم ....الخ) هي بلد تستحق أن يقود صفوتها شعبها
للهلاك.
- مصر سيظل شعبها يخسر ويهلك ويقاوح ويجادل
ويلف ويدور ويخترع أسباب ويؤلف أعذار ويشرب من السم ويتهم الكاس بانها السبب , ويتوهم
انه لو سكب السم في كأس أخري سينال الشفاء وسيتوقف الألم وسيتوقف الهلاك.
نستبدل كأس بكأس ونقوم بثورة علي كأس ونحطمه ونختار
كأس جديدة ونفرغ السم من كأس لكأس وننتظر الشفاء (نحن مخابيل).
- مصر ستهلك لأن البديل الوحيد هو أن
يأتي أليها أتاتورك يجبرها علي أن تعيش ويمنعها بالقوة من الإنتحار , وهذا البديل
لا يلائم العصر ولا يقبله العالم حالياً (كم كانت محظوظة تركيا بأتاتورك وبحدوث
التغير بها في عصر يسمح بوجود أتاتورك).
- مصر للأسف يجب أن تهلك لكي يظهر بها جيل جديد.
- جيل جديد أكتشف بديهية أن المشكلة في السم
وليس في الكأس.
- جيل جديد يستطيع أن يري ويفهم التاريخ
والحاضر ويقول بكل جرأة ووضوح وثقة وبدون تزويق للكلام أن العلمانية هي العلاج
الوحيد.
- جيل جديد يملك من الصراحة ومن الحق ما يجعله يعلن
أن قادة الثقافة الإسلامية من الأزهر والإسلاميين وقادة الكنيسة برئاسة البابا
شنودة ورجاله وقادة أكذوبة القومية العربية برئاسة عبد الناصر ومن خلفه من رؤساء , ومن
عاون كل هؤلاء من قادة وصفوة ونخبة كانوا مجرمين في حق الشعب , وأن الشعب والأجيال
التي رفعت وقدست هؤلاء وجعلت منهم قادة وأسياد وألهة هو شعب وجيل مُجرم.
- جيل جديد يدرك أن العلمانية ليست ضد الدين والعقيدة
والإيمان وليست وجهة نظر وأسلوب وإنما هي مرادف للإنسانية وحق الحياة ليس من حق
أحد رفضها كما أنه ليس من حق أحد قتل شخص أخر وسلبه حياته.
- جيل جديد يستطيع أن يكون مسلم أو مسيحي أو
ملحد ...الخ دون أن يكون فاشي أو درويش أو مخبول مسلوب العقل والإرادة ودون أن
يفقد إنسانيته .
- لن يظهر هذا الجيل الجديد قبل أن تكمل أجيالنا
الهلاك والخراب.
بالنسبة لمصر حالياً كلما كان الهلاك والخراب
أسرع كان الظلم والعذاب أقل.
يبدوا أن النور لن يسطع إلا بعد إكتمال الظلام.
في الحاضر - ومع إحترامي لقيمة التفاؤل - ولكن إكراماً للواقع والمنطق
يجب أن أقول
مفيش فايده