لما مات والدي وكان في ناس كتير بتيجي تعزيني كان ده بيقلل الحزن بداخلي وبيحسسني بدفء المشاعر الإنسانية , خصوصا لما ألاقي ناس مليش بيهم علاقة قوية ومفيش بينا جمايل يعني لو معزونيش مكنش في لوم عليهم ولكن إنسانيتهم كانت أقوي من الواجب .
علشان كده وأنا مكسوف قدام ضميري بأعزي أخويا الياباني , الأخ الكبير اللي كان دايما بيساعدني بدون سبب إلا إنسانيته , الأخ الكبير اللي تعب وأشتغل من ساعة الحرب العالمية الثانية وأنا دايما أستفيد من شغله وإنتاجه والأجهزة والتكنولوجيا اللي بيقدمها بدون ما أقدم له حاجه في المقابل . الأخ الكبير اللي أنشاء دار الأوبرا المصرية بدون أي مقابل ولما أسئله ليه كده ؟ يقولي عربون صداقه وبما أن في الأغلب نيتي وحشه وقلبي أسود فأقوم أشكك في نواياه وأتهمه بأنه ليه أهداف خفيه . الأخ الكبير اللي بأفتكره أحيانا لما باشوف عربية إسعاف حديثة بأنقل فيها مرضاي وأمواتي مكتوب عليها (إهداء من شعب اليابان للشعب المصري ) . الأخ الكبير اللي كل منحه لمصر منح بدون شروط صافيه ولا ترد عكس منح دول أخري . الأخ الكبير اللي قدم لي مستشفى الأطفال التابع لجامعة القاهرة، وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي بمدينة الجيزة، ونظام التخلص من القمامة بمدينة الإسكندرية، وكوبري قناة السويس وغير ذلك.
أخويا أنت دلوقتي في محنة كبيرة ( أكبر محنة منذ الحرب العالمية الثانية وسقوط القنبلة الذرية ) ومات منك لغاية دلوقتي حوالي 10 ألاف مبدئيا غير الدمار الرهيب , كل ده وأنا ولا أنا هنا , أنا كل اللي بأفكر فيه ظروفي الصعبة وإزاي العالم هيتعاطف معايا ويساعدني . المشكلة أني عارف أنك مش هتزعل لأن أخلاقك أفضل من أخلاقي ولأنك واخد علي كده مني ومش مستني حاجه , وأنا اللي ساعات بأفول عليك كافر وبأستعلي عليك بإيماني اللي أنا وارثه من أهلي , وأنت كل يوم بتثبت أنك أفضل مني , وأنا كل يوم بأثبت أن ضميري وأخلاقي فيهم خلل .
أنا باسميك أخويا وأنا مأستحقش الوصف ده ولكنه الواقع , أنت الأخ الأكبر وأنا الأخ العاق الجاحد .
سامحني وخليك كالعادة دايما قلبك كبير يمكن في يوم أتعلم منك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق