الأحد، 4 ديسمبر 2011

تجربة 5001 (وظيفة الإله )

أرجو قراءة التدوينة الأساسية لهذه السلسلة تجربة 5001 قبل البدء في قراءة هذه التدوينة لتكتمل الفكرة http://logic-emile.blogspot.com/2011/10/5001_30.html
القيادة وظيفة من وظائف الإله , القيادة مسئولية

عندما أدخل مكان عملي يكون أمامي 12 شخص , وبما أني أقوم بدور المعلم فطبيعة الأمور أكون أنا القائد وأملك السُلطة .
شيء ممتع أن أكون قائد وأملك سلطة , ممتع أن تكون هناك 24 عين تتعلق بك و24 أذن تستمع لك و12 نفس تسلمك قيادتها لمدة ساعتين ونصف (مدة المحاضرة) , يرضي غروري الساذج ويعطيني فرصة لأخرج بعض العقد النفسية المنزرعة بداخلي منذ الطفولة والفرصة لأن أعبر عن نفسي بأسلوبي وهذه الفرصة غير متاحة في مجتماعتنا المتخلفة كثيراً .
القيادة والسُلطة تجربة خطرة , السُلطة تستطيع أن تغير أقوي النفوس , إذا أردت أختبار نفس وضمير شخص شاهده كيف يتصرف وهو في موقع سُلطة , أي سُلطة بأي شكل : سُلطة الأب والأُم , سُلطة المدرس , سُلطة المدير , سلطة ظابط الشرطة أو الجيش , أو حتي سُلطة بائع في مطعم مع الزبائن المنتظرين دورهم أمامه . أما بالنسبة لسُلطة رجال الدين فحدث ولا حرج فهي سُلطة مطلقة سُلطة السادة مع العبيد .
دعنا من القيادة المنحرفة والوهمية والتي تتلخص في السُلطة , ولنتحدث عن القيادة الحقيقية والتي تتركز في المسئولية .
عادتاً يهاب المصريين السُلطة والقيادة لأنهم تربوا علي روح العبودية . لذلك في البداية يكون هناك حائط بيني وبين هؤلاء الطلبة , الكلام بحذر والطلبات قليلة ويتوقعون رفض الطلب أكثر من قبوله لأن هذا ما تعودنا عليه من سادتنا أصحاب السًلطة . ولهدم ذلك الحائط وتغيير هذه الفكرة أحاول التقرب منهم تدريجياً قدر الإمكان بدون تجاوز في مكانة ووضع وظيفتي كمعلم لهم , أتقرب وأتباسط وألبي كل طلب ممكن , أنا معهم كالأب مع أولاده (يوجد منهم من هو أكبر مني سناً أو مقاماً) فالأب ليس بالضرورة أفضل من أولاده ولكن الطبيعة وضعته في مركز رب الأسرة ويجب أن يحترم هذه المكانة , الأمر لا يخص الإتضاع ولكنه يخص المسئولية . هي شعرة دقيقة تفصل ما بين وضعي كأنسان مساوي تماماً لطلبتي في الإنسانية ووضعي كمعلم أمتلك ميزة القيادة ومسئوليتها .
فأنا يجب أن أحترم أننا متساون في الأدمية والإنسانية , لذلك لا أعطي لنفسي حق وأمنعه عنهم طالما الأمر بعيد عن المسئولية والمحافظة علي النظام , فمثلاً طالما أن من حقي أن أخرج للرد علي مكالمة موبايل مهمة أثناء المحاضرة (وهذا نادراً ما يحدث) فمن حق أي فرد منهم عمل ذلك ولو كل 5 دقائق حتي (ولكن تستمر المحاضرة ولا تتوقف) , وإذا كان من حقي الوقوف أو التمشي قليلاً أثناء المحاضرة من طوال مدة الجلوس فأن من حق أي أحد فيهم فعل ذلك , هذه الأمثلة يوجد مثلها الكثير , فأنا لا أعطي لنفسي أي ميزة أو حق إلا ما هو واجب لممارسة مهام القيادة ومسئوليتها .
القيادة مسئولية والمسئولية تستلزم التضحية لذلك فأنه يوجد أمور مسموح بها للطلبة لا أسمح لنفسي بها . فمثلاً مسموح للطالب أن يتأخر ويدخل المحاضرة في أي وقت حسب ظروفه ولكني لا أسمح لنفسي بهذا إلا في الحالات الطارئة فقط , ومسموح للطالب أن يتشتت تركيزه أو يغفو أحياناً من النعس والإرهاق (عادتاً أتغاضي عن ذلك تقديراً لظروف الطالب التي لا أعرفها ولكن أتخيلها) ولكن مهما كانت حالتي من الإرهاق والنعاس فيجب أن لا أستسلم وأكون واعي ومتفاعل معهم لأن هذه مسئوليتي وواجبي ووضعي .
من يريد أن يتمتع بالقيادة يجب أن يحتمل التضحية .
علي مدار حوالي 20 عام ومع حوالي 5000 طالب أقتنعت أن الطلبة يصنعوا معلمين كما المعلمين يعلموا طلبة .
القيادة والمسئولية الواعية التي تقوم علي المحبة وتقدير المنحة الإلهية المعطاة من القائد الأعظم والمسئول الأول عن الكون تكون مؤثرة ومنتجة ومثمرة والقيادة المتسلطة الجاهلة التي تقوم علي الأنانية وعدم الفهم تكون مخربة ومؤلمة وسبب للتعب والألم ومضيعة للوقت والمجهود .

صدر بالإضافة لهذه التدوينة من سلسلة تدوينات - تجربة 5001 - حتي أخر تحديث :

- مسلم ومسيحي  http://logic-emile.blogspot.com/2011/11/5001.html

http://logic-emile.blogspot.com/2011/11/5001_15.html بؤساء من المزبلة   -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق